طارق أبو السعد لـ«مصر الآن»: إدراج «ميدان» كجماعة إرهابية ينسف خدعة الأجنحة الثلاثة للإخوان في إسطنبول ولندن

 قال طارق أبو السعد، الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة، إن قرار محكمة الجنايات اليوم باعتبار حركة «ميدان» جماعة إرهابية يمثل «خطوة صحيحة مليون في المئة»، لأنه يعيد الحركة إلى موقعها الحقيقي بوصفها «فرعًا مباشرا من فروع الإخوان»، ولا يمكن، على حد وصفه، أن يختلف الفرع عن الأصل.

وأوضح أبو السعد في تصريحات خاصة لـ«مصر الآن»، أن جماعة الإخوان «مصنفة إرهابية بقوة القانون»، وبالتالي فإن كل الكيانات التي تنشأ عن التنظيم الأم بغض النظر عن تسمياتها أو ادعاءاتها بالسلمية، يجب أن تعامل على الأساس ذاته. 

وأضاف: «حركة ميدان ليست كيانا مستقلا كما تحاول أن تظهر نفسها، بل امتداد تنظيمي للإخوان، موضحا أن خلافات الجبهات الثلاث داخل الجماعة في لندن وإسطنبول لا تعني اختلافا في المنهج، فجميعها أجنحة لكيان واحد، إرهابي إلى أن تقرر المحكمة غير ذلك».

وأكد أبو السعد، أن الحكم الأخير أسقط لعبة الإخوان، التي تعتمد على تفريخ كيانات متعددة، بعضها يتبنى خطابا أكثر نعومة، فيما يتخذ البعض الآخر طابعا عنيفا، بهدف إرباك المتابعين وصناعة ثنائية زائفة بين إخوان سلميين، وإخوان إرهابيين.

 وأشار أبو السعد إلى أنه عقب هذا الحكم أصبحت الصورة أوضح من أي وقت مضى، وهي أن جميع جبهات الإخوان تنطلق من نفس المرجعية، والجميع من نفس المصدر.

وأوضح أن خطر الإخوان لا يقتصر على التنظيمات المنشقة أو الكيانات المستحدثة، بل يمتد إلى الأفكار التي تتبناها الجماعة وتلتقي حولها مختلف الجبهات. 

وأضاف: «الأفكار القطبية التي يعتمدها التنظيم هي التي تصنع الإرهاب وتنتج المتطرفين، وهي الأساس الفكري الذي يجمع بين هذه الأجنحة الثلاثة».

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن مواجهة العقيدة الفكرية للجماعة تمثل الخطوة الحقيقية لحماية المجتمع من براثن التطرف، مؤكّدا أن الحكم يسد واحدة من أهم الثغرات التي طالما استغلتها الجماعة لإعادة إنتاج نفسها تحت مسميات مختلفة.